سهام المسكري

سهام المسكري

المدير التنفيذي
دار فَيّ للمشاريع

مسقط، سلطنة عمان

لكُلِّ امرأة؛ “فَيّ” تُجسِّد هويَّتها

 

“في عصرنا حيث سمة التواصل السريع الطاغية، ما ترتديه يعكس هويتك للعالم بحيث تعتبر الأزياء أداة للتواصل السريع مع الاخرين”

ميوتشيا برادا المصممة و المدير التنفيذي لمجموعة “برادا” الإيطاليّة  للأزياء الفاخرة

 

تُعتبر الأزياء مظهرًا من مظاهر ثقافات الشعوب وإحدى الدلائل على ما وصلت إليه الحضارة الإنسانيَّة فهي شاهدةٌ على عهودٍ مرَّت وانقضت؛ تعاقبت فيها الأقوام والحضارات. حيث أنَّها تعكس هويَّة أيَّ مجتمعٍ يُعبِّر الفرد من خلالها عن فرديَّته وعلاقته بالمجتمع والبيئة التي يعيش فيها كجُزءٍ من الموروث الثقافيّ. هي الصور الجميلة واللغة التي يُحكى من خلالها عن نمط حياة الفرد وسمات ثقافته وتاريخه ومرجعه الدينيِّ ويتواصل بها مع الآخرين. بحيث أنَّ اختيار الفرد لما يرتديه يعود إلى تفضيله مُتأثِّرًا بمرجعه الثقافيّ أو الدينيّ

إنَّ الأزياء من أهمِّ مُفردات الأناقة وتشغل حيِّزًا كبيرًا من الانطباع الذي يتركه الإنسان لدى الآخرين بوعيٍ أو بغير وعيٍ وأيضًا للدلالة على مكانته الاجتماعيَّة بما في ذلك الوظيفة والعمر والجنس والموطن والوضع الاجتماعيّ وحتَّى الدين. لذلك تُعتبر الأزياء إحدى أدوات التواصل مع الآخرين غير المحسوسة وتلعب دورًا محوريًّا في زيادة ثقتك بنفسك، وإشعار الآخرين بنجاحك، وقدرتك على تلبية تطلُّعاتهم. يتَّخذ البعض من الناس الملابس التي يرتديها كشكلٍ من أشكال التحفيز، ولا ننسى أنَّ مزاجنا يلعب دوره في اختيار الملابس التي نرتديها

ثورة صناعة الأزياء

لا يوجد نمطٌ أو طرازٌ واحدٌ لارتداء الملابس؛ حيث يتنوَّع ويتغيَّر النمط الذي نتَّبعه طوال حياتنا، قد يتحوَّل من النمط الجريء إلى البسيط، الضيِّق إلى الفضفاض، حياديَّة الألوان إلى الألوان الزاهية أو العكس. هناك عوامل عديدةٍ تدفعنا إلى هذه التغييرات، ولكنَّ العنصر الرئيس هو التطوُّر السريع في صناعة الأزياء وتنوُّعه وتوافره في الأسواق

الثورة التي نراها اليوم في عالم صناعة الأزياء، وهذا التحوُّل في الاستهلاك عند أفراد المجتمع يُعزى إلى التغييرات/ أو المُؤثِّرات التي طرأت في المجتمعات خلال القرن الماضي ومنها نهاية الامبراطوريات والحكم الاستعماريّ، والثورات التي غذَّتها الأيديولوجيَّات السياسيَّة، والحروب العالميَّة والحركات الاقتصاديَّة والفنيَّة والابتكار في التصميم وظهور العصر الرقميّ

بالإضافة إلى ذلك، أثَّرت التجارة بشكلٍ كبيرٍ على صناعة الأزياء، على سبيل المثال؛ ربطت تجارة طريق الحرير العالم الغربيَّ بالشرق ولعبت دورًا مُهمًّا في تقديم إنتاج المنسوجات وأنماط الملابس المتنوِّعة في الشرق إلى الغرب. كلُّ ذلك شَكَّل اتِّجاهات الموضة اليوم.

 

silk roads map

المصدر:  منظمة الأُمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة-اليونسكو

 

ومن المُلاحظ أنَّ صناعة الأزياء وطراز التصاميم السائدة تميل إلى التفضيل للثقافة الغربيَّة. حيث أنَّ هيمنة الموضة والأزياء الغربيَّة في العالم- وخاصَّة النمط الأوروبيّ- يُعزى إلى ريادتها في هذه الصناعة.
تاريخيًّا، كانت أوروبَّا وجه الحضارة الغربيَّة، حيث اعتُبرت “باريس” و”ميلان” و”لندن” ذات تأثيرٍ هامٍّ في عالم صناعة الأزياء وأصبحت مراكز الموضة ثقافيًّا واقتصاديًّا.
لقد أثَّر النبلاء والعائلة المالكة في أوروبَّا على صناعة الأزياء أو سيطروا عليها سواءً في كونهم أيقونةٌ يسير على خُطاها باقي الناس أو من خَلَق اتِّجاهاتٍ أو حدَّد معايير الموضة.
 كانت مملكة “إسبانيا” وجهة الموضة بين الطبقة العُليا في أوروبَّا وذلك قبل ظهور “فرنسا” كعاصمة الموضة. ولكن في فترة حكم الملك “لويس الرابع عشر” سيطرت “فرنسا” على صناعة الأزياء وكان سببًا في انتعاش اقتصادها بعد ذلك.
 لجأ الملك “لويس الرابع عشر” إلى إصدار أوامر بأنَّ من يحضر حفلات الديوان الملكيّ من العائلة المالكة والنبلاء والأغنياء عليهم ارتداء أحدث الأزياء في ذلك الموسم ومن هنا انتشر مبدأ مواسم للموضة.
ظهور مواسم للموضة (الربيع / الصيف والخريف / الشتاء) ساعدت في زيادة الاهتمام بصناعة الأزياء وتطويرها في “فرنسا”، ممَّا جعلت باريس تُصبح عاصمة الموضة في العالم كما هي عليه اليوم. وأيضًا لعبت الملكة “فيكتوريا” – ملكة بريطانيا – دورًا في التأثير على اتِّجاهات الموضة حيث أنَّها من بدأت بتفضيل فستان الزفاف الأبيض. اعتمدت الملكة في حفل زفافها في عام 1840م على فستانٍ أبيضٍ، مُدَّعيةً أنَّ اللون يُبرز تفاصيل الدانتيل على الفستان. وأكَّدت أنه لا يُمكن لأيٍّ من الضيوف الحاضرين ارتداء الأبيض لتكون هي محور المناسبة. بعد ذلك، بدأ كثيرٌ من النساء اختيار اللون الأبيض اقتداءً بالملكة “فكتوريا” رغم محاولة بعض المُصمِّمين إدخال عدَّة ألوانٍ عليه إلَّا أنَّ اللون الأبيض ظلَّ هو السائد والمُفضَّل لحفلات الزفاف الغربيَّة، وانتقل التقليد من “بريطانيا” إلى أوروبَّا ومنه إلى منطقة الشرق.

لطالما كان لجمال الشرق وثقافته وأيضًا أزياءه ومنسوجاته أثرٌ على صناعة الأزياء في الغرب بطريقةٍ مُلهمةٍ. وتُعتبر بلاد الشرق مصدر إبهارٍ غنيٍّ للعديد من المُصمِّمين الغربيِّين بسبب تعدُّد الثقافات والحضارات التي نشأت في بلاد الشرق 

اليوم، يهدف صُنَّاع الأزياء العالميَّة – ومنهم علامات تجاريَّة للأزياء الراقيَّة – إلى توسيع حصَّتهم في السوق ووجدوا في سوق بلاد الشرق ملاذًا جديدًا للانتشار باعتباره سوقًا سريع النمو، وخاصَّةً سوق الشرق الأوسط (أي العالم العربيّ). وتطلَّب هذا التوسُّع من هذه العلامات التجاريَّة تطويع التصاميم السائدة لديهم والتي تميل إلى التفضيل للثقافة الغربيَّة لتتماشى مع الأعراف والتقاليد الاجتماعيَّة في الشرق الأوسط مع الإبقاء على الذوق الغربيّ 
في رأيي، قد نجحت هذه العلامات التجاريَّة العالميَّة بطريقةٍ ما في جذب المُستهلك العربيّ ولكن ما الذي عزاه حقًّا إلى هذا النجاح؟
هل هي شعبيَّة هذه العلامات التجاريَّة العالميَّة وخاصَّةً الفاخرة منها؟ أم رُبَّما الجودة التي يُقدِّمونها؟ أم أنَّها تُلبِّي احتياجات السوق والمُستهلك العربيّ؟

من وجهة نظري، فإنَّ استهلاك بعض المستهلكين للعلامات التجاريَّة العالميَّة – وخاصَّةً العلامات التجاريَّة الفاخرة – قد يكون لها دوافع مُعيَّنةٍ مثلًا لتعزيز التصوُّرات عن مكانة الشخص بحيث تتَّخذها للتمايُز عن الآخرين بالمكانة والثروة (أي الوضع الماليّ والاجتماعيّ)، والظهور بالمظهر الأنيق. يُمكن أن تكون جودة وأناقة الطراز/ أو التصاميم التي تُقدِّمه هذه العلامات التجاريَّة عاملًا آخر أو تنوُّعها وتوفُّرها. قد يكون ساهم أيضًا ظهور مُدوِّني الموضة أو مُؤثِّريّ التواصل الاجتماعيّ العرب في شعبيَّة وانتشار العلامات التجاريَّة للأزياء العالميَّة. غالبيَّة هؤلاء المُؤثِّرين والمُدوِّنين العرب المشهورين لا يعكسون بالضرورة شخصيَّة المرأة العربيَّة وذوقها الفريد والمُبهر؛ إنًّما يعكسون أسلوب حياتهم أو تدفعهم العلامات التجاريَّة العالميَّة للإعلان عن أزياء علامتهم التجاريَّة من خلالهم، ولا تعكس هذه الأزياء الخصائص الاجتماعيَّة والثقافيَّة للمرأة العربيَّة.

ومن المحتمل أيضاً غياب علامات تجاريَّةٍ عربيَّةٍ بنفس جودة وقوَّة انتشار وتأثير العلامات التجاريَّة العالميَّة هو أحد الأسباب الرئيسة، ممَّا أدّى إلى هيمنة العلامات التجاريَّة العالميَّة على حصَّةٍ كبيرةٍ في السوق العربيّ.

“فَيّ” –علامةً عُمانيَّة مُؤثِّرةً في عالم صناعة الأزياء

“فيّ” دار أزياءٍ يافعةٍ توفِّر خدماتٍ ومُنتجاتٍ في مجال صناعة الأزياء تليق بشخصيَّة المرأة العربيَّة ونمط عيشها المُعاصر. نؤمن أنَّ للمرأة العربيَّة ذوقها الفريد والمُبهر؛ يعكس تراثنا وحضارتنا الغنيَّة. مُهمَّتنا أن نُقدِّم ما يُجسِّد الهويَّة المُتفرِّدة لكلِّ امرأةٍ عربيَّةٍ ورغبتها في التّعبير عن ذوقها الخاصّ.  معرفتنا العميقة بمتطلَّبات المرأة العُمانيَّة يجعلنا نولي بالغ الاهتمام في توفير الأجود، ونُتابع توجُّه الموضة في مواسمها المتغيِّرة لنُقدِّم ما يُناسبها عبر مواسم الموضة العربيَّة (رمضان، الأعياد، ومناسبات الأفراح والزفاف) لنُلبّي تطلُّعاتها مع المحافظة على قِيَمها.  

طموحنا أن نكون علامةً عُمانيَّةً بارزةً ومُؤثِّرةً في عالم صناعة الأزياء في دول الخليج والسعي لجعل “صُنع في عمان بواسطة “فَيّ” ” مفهومًا للتميُّز 
:قالت “ميوتشيا برادا” المصمِّمة والمدير التنفيذي لمجموعة “برادا” الإيطاليَّة للأزياء الفاخرة
“في عصرنا حيث سمة التواصل السريع الطاغية، ما ترتديه يعكس هويَّتك للعالم بحيث تُعتبر الأزياء أداةً للتواصل السريع مع الآخرين”
ونقول: ما نُوفِّره من خدماتٍ ومُنتجاتٍ في مجال صناعة الأزياء يعكس هويَّتنا للعالم وكلُّ ما نُقدِّمه لكِ يُجسِّد هويّتك.